سابع صفات عباد الرحمان (عدم قتل النفس إلا بالحق) - خطبة مؤثرة

سابع صفات عباد الرحمان (عدم قتل النفس إلا بالحق) - خطبة مؤثرة

سابع صفات عباد الرحمان (عدم قتل النفس إلا بالحق) - خطبة مؤثرة

سابع صفات عباد الرحمان (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)

بسم الله الرحمان الرحيم

اقتباس من الخطبة:

إذا نظرنا في جميع الشرائع السماوية نجد أنها جاءت لحفظ كليات خمس وهي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض وحفظ المال، هذه كليات مقدسة في جميع الشرائع لا ينبغي لأي أحد أن يعتدي عليها بأي وسيلة كانت

الخطبة الأولى:

 الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتنال القربات، وترفع الدرجات، والصلاة والسلام على أشرف الكائنات، سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ... (المقدمة) أما بعد:
 معشر المومنين والمومنات: لازلنا وإياكم نعيش مع صفات عباد الرحمان المكرمين الذين يحبهم الله عز وجل ويحبونه، وقد وصل بنا الحديث إلى صفتهم السابعة التي وصفهم الله بها في قوله (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)، وهذه الصفة جاءت في سياق قوله تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).

 عباد الله: النفس لها حرمة عظيمة جليلة كبيرة عند الله تبارك وتعالى، فالله عز وجل خلق الإنسان وكرمه أعظم تكريم، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه الأسماء كلها، وسخر له ما في الأرض جميعا، ومن أعظم ما كرم الله به الإنسان أنه منحه حق الحياة، وجعل هذا الحق عظيما لا ينبغي لأي أحد أن يعتدي عليه، ولا أن تمتد يده إلى غيره بالقتل إلا بإذن من الله عز وجل، وإذا نظرنا في جميع الشرائع السماوية نجد أنها جاءت لحفظ كليات خمس وهي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض وحفظ المال، هذه كليات مقدسة في جميع الشرائع لا ينبغي لأي أحد أن يعتدي عليها بأي وسيلة كانت، ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِ وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ»، والقتل لا يكون بيد آحاد الناس، إنما يكون عن طريق ولي الأمر أو من يقوم مقامه، حتى لا يسود الفساد في الأرض، وكل يريد أن يأخذ حقه بيده. إذا فالدماء مصونة في دين الله، ودم المسلم له حرمة عظيمة عند الله عز وجل، فحينما نقرأ كلام ربنا عز وجل نجد أن من أقوى وأشد العقوبات في كتاب الله عز وجل عقوبة القتل، كما قال الله عز وجل (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ، مِنْ دِينهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، وفي سنن النسائي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ».
إذا فمن صفات عباد الرحمان أنهم (لَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) فهم يعلمون حرمة النفس عند الله عز وجل، ويقرءوا قول ربهم عز وجل (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، ويعلمون أن التعدي على النفس جرم عظيم، فيخشون على أنفسهم أن يكونوا آيسين من رحمة ربهم يوم لقائه، روى ابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة، لقي الله مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله»
نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :
 عباد الله: إن من صور قتل النفس، قتل الأجنة في الأرحام (الإجهاض)، أو أن يتسبب المرء في إهلاك جسده، بتناول السموم والدخان والمخدرات وغيرها من السموم التي يعلم متناولوها أنها مضرة يالصحة، ومع ذلك يتمادون في تناولها، وهذه الأجساد أمانة سنسأل عنها أمام الله عز وجل، فطوبى لمن أحسن إليها ووظفها في عبادة ربه عز وجل، وياحسرة على من أساء إليها وكان سببا في قتلها بالسموم وتوظيفها في عصيان المولى عز وجل، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»
الختم بالدعاء ...
Comments