الاستعداد لرمضان بالتوبة - خطبة مؤثرة

خطبة مؤثرة عن الاستعداد لرمضان بالتوبة النصوح

خطبة مؤثرة عن الاستعداد لرمضان بالتوبة النصوح

خطبة مؤثرة حول الاستعداد لرمضان بالتوبة النصوح

بسم الله الرحمان الرحيم

الخطبة الأولى:

 إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، وَمن سيئات أَعمالنَا، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ..

أما بعد:
 معشر المومنين والمومنات: يقول الله عز وجل (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
عباد الله: إن القلوب هو محل نظر المولى عز وجل في عباده، ففي صحيح الامام مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»، وصلاح الجسد كله متوقف على هذا القلب، كما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».

 عباد الله: بالأمس القريب استقبلنا شهر شعبان المبارك، وها نحن قد دخلنا في الأسبوع الثالث منه، وبدأنا نقترب من شهر الرحمة والمغفرة، من شهر الصيام والقيام، من شهر رمضان، شهر النفحات والبركات.
وهذه النفحات عباد الله: تتذوقها وتستقبلها القلوب الطاهرة التقية النقية، فكيف نهيء هذه القلوب، لتكون أهلا لهذه النفحات؟
عباد الله: إن من أعظم ما نهيء به قلوبنا للتعرض لنفات المولى دائما، وخاصة لنفحات رمضان إن أدركناه، تجديد التوبة والصلح مع الله، وطلب الصفح والمغفرة من إله رحمان رحيم عفو غفور يتودد إلى عباده صباح مساء ليتوبوا إليه وهم لاهون غافلون، روى الامام مسلم في صحيحه، عن أبي موسَى الأشْعريِّ رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الله تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها»

 فيا عبد الله: سارع إلى التوبة الصادقة، واحذر التسويف واتباع الأماني، فإن الأيام تمر مر السحاب، والموت ياتي بغتة، فيا غافلا انتبه، ويا نائما استيقظ، يا من استسلم لشهواته وأسرف على نفسه، اسمع معي بقلبك إلى هذه الموعظة البليغة، والنصيحة غالية من رجل مبارك، يحكى أن رجلا مذنبا جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: يا أبا إسحاق! إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي.
قال: إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية ولم توبقك لذة.
قال: هات يا أبا إسحاق!.
قال: أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه. قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟
قال له: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟
قال: لا هات الثانية!
قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده.
قال الرجل: هذه أعظم من الأولى! يا هذا! إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟
قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟
قال: لا هات الثالثة.
قال: إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له فاعصه فيه.
قال: يا إبراهيم! كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟
قال: يا هذا! أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!
قال: لا هات الرابعة.
قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا.
قال الرجل: لا يقبل مني.
قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص؟!
قال: هات الخامسة.
قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذونك إلى النار فلا تذهب معهم
قال: لا يدعونني ولا يقبلون مني.
قال: فكيف ترجو النجاة إذا؟!.
قال له: يا إبراهيم! حسبي أنا أستغفر الله وأتوب إليه، ولزمه في العبادة حتى فرق الموت بينهما.
 نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله ومن والاه، أما بعد :
عباد الله: لو أن انسانا خير بين نعيم ساعة ونعيم خالد أبدا، فآثر واختار نعيم ساعة، ماذا نقول عن هذا الانسان، اقل ما نقول عنه أنه مجنون غير عاقل،
 فالدنيا عباد الله نعيم ساعة، والاخرة ونعيمها خير وابقى، قال الله عز وجل (فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
الختم بالدعاء ...
أسألكم الدعاء
Comments